في زمن كانت فيه وسائل الاتصال محدودة ومكلفة، كانت أجهزة الهواتف المحمولة تُعدّ من علامات الوجاهة والتقدم. وفي وسط هذا المشهد، نُسجت قصة من ذاكرة الوطن، بطلها المغفور له بإذن الله مطر سلطان عوض الصيري القمزي، أحد رجال الإمارات الأوائل، ووالد عبدالله مطر سلطان عوض الصيري القمزي، الذي ورث عنه الطموح وروح الريادة.
☎️ بطاقة ترخيص “هاتف شنطة”
تُوثق الصورة المرفقة بطاقة صادرة عن مؤسسة الإمارات للاتصالات المحدودة – اتصالات بتاريخ 25 نوفمبر 1985، باسم عبدالله مطر سلطان الصيري، توضح ترخيص استخدام هاتف من نوع “شنطة”، وذلك قبل ظهور الهواتف النقالة الذكية بسنوات طويلة.
كانت هذه الهواتف تُعرف بشبكتيها القويتين وصوتها الواضح، لكنها تتطلب جهازًا ضخمًا يُحمل كشنطة، ويُستخدم إما في السيارة أو الأماكن الثابتة ذات التغطية المحدودة.
صورة نادرة من الزمن الجميل
ُظهر إحدى الصور النادرة المغفور له مطر سلطان عوض الصيري القمزي وهو يستخدم هاتف الشنطة ( الجوال ) للاتصال بأبنائه وأصدقائه. تُعبّر هذه اللحظة عن قيمة التواصل العائلي في تلك الحقبة، حين كان كل اتصال هاتفي يُحمل بصدق وشوق، وتُقدّر كل مكالمة وكأنها لقاء.
في تلك الأيام، لم يكن الهاتف وسيلة ترفيه بل وسيلة شوق… وكانت أصوات الأحباب تعني الكثير، تُسمع من خلف موجات الإشارة، وتُحفظ في القلب قبل أن تُغلق الخطوط.
كان الهاتف الأول من نوع Panasonic، وبعدها جاء الجيل الأحدث من شركة NEC تحت اسم “الجوال”، ومن ثم ظهر جهاز “الأنيس”، الذي أصبح شائعًا في النصف الثاني من الثمانينيات والتسعينيات.
يُجسّد تطور هذه الأجهزة تطور دولة الإمارات نفسها؛ من البدايات المتواضعة إلى العالمية في التكنولوجيا والاتصال.
“الهاتف في سيارتك” – أول ظهور صحفي للهاتف المحمول
ضمن أرشيف جريدة الاتحاد، وفي عددها الصادر بتاريخ 10 سبتمبر 1981، نجد تغطية صحفية مهمة تحمل العنوان العريض: “الهاتف في سيارتك”. وتتناول المقالة إدخال أول 600 جهاز هاتف في الدولة، وتوفيرها للطلبة والمسؤولين، وتشير إلى إمكانية الاتصال من على بعد 70 كيلومترًا من الحدود، مما شكل آنذاك نقلة نوعية في سهولة التواصل داخل وخارج الإمارات.
استخدامات الهاتف المحمول آنذاك
لم يكن الهاتف الشنطة مجرّد وسيلة ترفيهية، بل أداة تواصل مهمة يستخدمها الأفراد للتواصل مع أسرهم أثناء سفرهم أو تنقلهم بين الإمارات أو خارج الدولة. وكان الاتصال يتطلب وجود التغطية، التي كانت محدودة في البداية وتتركز في مراكز المدن.
وقد وثّق عبدالله مطر سلطان عوض الصيري القمزي اللحظة بصورة نادرة لوالده المغفور له مطر سلطان عوض الصيري القمزي، وهو يستخدم الهاتف الشنطة، في مشهد يعكس ملامح الريادة التقنية المبكرة لأبناء الإمارات.
الاشتراك في النشرة الإخبارية
غيث مطر الصيري القمزي
غيث مطر الصيري القمزي تخرج من جامعة باكنجهام البريطانية في عام 2006 بمرتبة الشرف حيث تخصص في مجال الاتصال. كما حصل على دبلوم من كليات التقنيات العليا في دبي 2002. حصل على العديد من شهادات التقدير وعلى رأسها شهادة تقدير من صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي. على مشاركته في توحيد جهود مختلف الجهات الحكومية في الإمارة المشاركة في لجنة دبي لاحتفالات اليوم الوطني للدولة.