تطور جواز السفر الإماراتي وثيقة تعكس قوة الأمة وروح الاتحاد
مقدمة: وثيقة تُجسّد الهوية والانتماء
جواز السفر الإماراتي ليس مجرد مستند للسفر، بل هو رمزٌ لنهضة دولة اتخذت من التميز شعاراً، ومن العالمية هدفاً. فمن “البروة” البسيطة في خمسينات القرن الماضي إلى تصدُّر قائمة أقوى جوازات السفر عالمياً، تحكي هذه الوثيقة قصة إصرار وإنجاز، تعكس رؤية القادة وسعي الشعب لتحقيق المستحيل.
تطور جواز السفر الإماراتي: من “البروة” إلى جوازات الإمارات المتصالحة
في زمن ما قبل الاتحاد، كانت كل إمارة تُصدر وثيقة سفر خاصة بها تُعرف باسم “البروة”، وهي ورقة بسيطة تَصلُح لمدة عام واحد. وكان الحصول عليها يتطلب موافقة مباشرة من الحاكم.
مع نهاية الخمسينات، ظهر جواز الإمارات المتصالحة بلونه الأحمر، ومدته سنتان، ليُسهِّل تنقُّل المواطنين بين الإمارات والدول المجاورة. وكانت هذه الخطوة الأولى نحو توحيد الهوية في مرحلة ما قبل النفط.
صاحبة الجواز: فاطمة سلطان عوض محمد صقر الصيري القمزي
الاتحاد والتطور: من الأسود إلى الأزرق
بعد قيام الاتحاد عام 1971، صدر أول جواز سفر موحد باللون الأسود، ليعكس روح الوحدة بين الإمارات السبع. وكانت صلاحيته محدودة بست سنوات كحد أقصى. وفي عام 1995، دخل الجواز “الأزرق” مرحلة جديدة من التطور، معتمداً على تقنيات أكثر أماناً، ومدة صلاحية وصلت إلى خمس سنوات.
الإنجاز التاريخي: الأقوى عالمياً
في ديسمبر 2018، حقق الجواز الإماراتي إنجازاً غير مسبوق بحصوله على المركز الأول عالمياً في تصنيف “باسبورت إندكس“، متيحاً لحامله دخول 178 دولة دون تأشيرة مسبقة. وقد علَّق الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على هذا الإنجاز قائلاً:
«هذا الإنجاز ترجمة لإرث الشيخ زايد، ودليل على قوة الدبلوماسية الإماراتية».
وكانت هذه القفزة من المرتبة 27 إلى الصدارة خلال عامين فقط، نتاجاً لسياسات خارجية فاعلة وشراكات دولية استثنائية.
التقنية والأمان: الجيل الجديد من الجوازات
في نوفمبر 2020، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق تصميم جديد لجواز السفر وبطاقة الهوية، مزوَّداً بتقنيات أمنية متطورة مثل:
- شرائح إلكترونية ذكية.
- أنظمة تشفير عالية.
- ميزات مضادة للتزوير.
ليصبح الجواز الإماراتي أحد أكثر الوثائق أماناً في العالم، مع الحفاظ على هويته البصرية التي تجمع بين الحداثة وتراث الدولة.
خاتمة: تطور جواز السفر الإماراتي… رمز الوحدة والطموح
جواز السفر الإماراتي اليوم ليس مجرد مستند، بل هو:
- شهادة ميلاد لدولة اتحدت تحت علم واحد.
- جوازة عبور إلى العالمية بفضل سياسات انفتاحية ذكية.
- إرثٌ مستقبلي للأجيال القادمة.
فمن “البروة” الورقية إلى صدارة التصنيفات العالمية، تظل هذه الرحلة دليلاً على أن الإمارات لا تعترف بالمستحيل، وتصنع تاريخها بيد أبنائها.
الاشتراك في النشرة الإخبارية